Wednesday, March 19, 2008

بداية ام نهاية ؟


كم هي صعبة تلك المرحلة التي نعيشها نحن معشر الشباب واقصد بتلك المرحلة هي مرحلة الشباب هذه المرحلة بداية ام نهاية
يحكي انه
بينما كان مسافر يعبر خلال مدينة صغيرة فإنه سأل شيخاً: إلى ماذا تشير هذه العلامة الموجودة في هذا المكان؟
فأجابه الشيخ :" سيدي إنها نقطة البداية لأي مكان في العالم يمكنك
".أن تبدأ منها، و تذهب إلى أي مكان تريده
الشباب هو نقطة البداية التي يمكن للإنسان أن ينطلق منها إلى أي مكان يريد أن يتجه نحوه
لا يوجد فترة في حياة الانسان يأخذ فيها قراراته الهامة مثل هذة الفترة ففيها يختار دعوته وشريكة حياته وعمله و اشياء كثيرة اخري
واينّ ما كانت هذة الاختيارات مهمة ..شريكة حياة .. دعوة.. اتجاه فكري ...ليس هذا هو المهم او بمعني اخر ليس هذا هو السؤال ولكن السؤال هو علي ماذا يعتمد هذا الاختيار ؟
تساءل شخصٌ ما ذات يوم كيف لمركب شراعي أن يذهب في طريق ما، بينما آخر يذهب في طريق عكسه، بينما الريح التي تهب على البحيرة لها اتجاه واحد
فأجابه بحار قديم :" إن ترتيب وضع الشراع هو الذي يعمل هذا

"الإختلاف

هكذا الحال معنا، إن الرياح تصدمنا، و لكن الإتجاه الذي نأخذه في الحياة يعتمد على وضع شراعنا، بمعني اخر على الهدف الذي نختاره

هذة الرياح التي تصدمنا هي التي تجعلنا نعيش في اهداف غيرنا لا في اهدافنا التي نختارها لانفسنا فمثلا

(اريد ان اكون رساما فتجد من يقول لك حلمي ( هدفي ان تكون طبيا

جئتكم لاحيا بحرية واذا بك تصتدم بجملة (كن كالميت بين يدي مغسله ) وهكذا تظل تعيش في اهداف غيرك لا لشئ سوي لانك قررت ان تتحكم فيك الرياح لا انت الذي تتحكم فيها
ليس المقصود من الهدف هو ما يفعله الانسان الان او ما يعيشه فعلا ولكن الهدف هو اجابة السؤال
لماذا تفعل ذلك ؟
" .سأل راعٍ طالباً جامعياً :" لأي هدف تعيش
"فأجابه الطالب:" سوف أكون صيدلانياً

فقال الراعي ثانية: " إنني أفهم جيداً أن هذا هو العمل الذي سوف

" تتعيش منه، و لكن إلى ماذا تهدف؟

مختلف انت عن باقي المخلوقات فهذا الجماد يُختار له لا هو الذي يختار.. حتي الحيوان ليس له ان يختار هدفا لقد وجد لهدف معين ومحدد في شيئين: المحافظة علي النفس والتكاثر
اما الانسان فانه يختلف عن باقي المخلوقات بأن الله قد خلقه قادر علي ان يختار هدفه في الحياة ومن هنا تأتي المشكلة حيث ان هذا الاختيار ليس بالامر السهل فعلي الانسان ان يحاول ان يقيم هذه الاهداف ثم يختار افضلها بالنسبة له
قد يخطئ الانسان في اختيار الهدف وارد ذلك بعكس الحيوان الذي لا يمكن ان يفشل ولكن الانسان يمكن ان يفشل مرة بل اكثر من مرة

:Thielicke يقول الكاتب الألماني تيليكي

يمكننا أن نلعب دوراً خاطئاً في الحياة، يمكننا أن نختار الهدف الخطأ، يمكننا أن نصعد الجبل الخطأ، و نصل إلى القمة الخاطئة، و في الدينونة الأخيرة سوف نجد مكتوباً على هامش حياتنا بالحبر الأحمرلقد أخطأت الهدف كله
ولكن يبقي النجاح الوحيد الذي لا يمكن ان نقول عنه فشل هو اختيار الانسان لهدفه ومن هنا تكون البداية
ان يكون لديك القدرة علي الاختيار مهما حاول الاخرين سلبك اياها تحت اي مسمى هذا هو النجاح
ان تكون قادرا علي تدارك الفشل واختيار هدف بديل هذا هو النجاح ومن هنا تكون بداية اخرى

17 comments:

مروة الزارع said...

مدونة رائعة جدا سوف أقرأ كل مواضيعها

تحياااااااتى ليك وشرفتنى بزيارتك واتمنى ان تتكرر

Ahmed El-Agouz said...

جزاكم الله خيرا
وشرفتيني بجد علي مدونتي واتمني ان نتواصل دائما

AAAAAAAAAAAAAAAA said...

دفعني قراءة موضوع الشباب هذا إلى التفكير في الشباب المصري، وكنت قد نشرت من قبل مقالاً أحب أن اتذكر بعضا منه هنا، هناك حد أدنى للعيش الآدمي حددته الأمم المتحدة بما لا يقل عن 10 دولارات في اليوم، وهذا يعني أن من يكسب أقل من 50.5جنيه مصري يوميا محسوب أنه يعيش تحت خط الفقر حسب المعدلات الدولية، إذن من وضع تلك المعايير قد وضع في اعتباره فكرةتكريم الإنسان"ولقد كرمنا بني آدم" يعني من قيك هذا التقييم ليس مسلماً ولكنه تلقائيا كان مستجيبا ومنسجما تماما مع تعاليم المسلمين - الذين يعتبرهم كثير من الغربيين ارهابيين_ المهم كي لا أطيل عليكم أعود إلى التساؤل الأساسي من الموضوع، وهو: لماذا يرضى الشباب المصري أن يعيش بأقل مما قدرته الأمم المتحدة بأنه تحت خط الفقر ثم لا يتمرد، لماذا يستكين الشاب المصري؟ لماذا لا يفكر في أنه ذليل ومهان وعليه أن يصلح الأوضاع؟ لماذا يصل الأمر بالعرب أن يؤلفوا أغنية في سب المصري بأنه حرامي وحقير وخدام وعبد مقهور ولا يأتي إلا بالعصا والمعاملة السيئة؟ لماذا يرضى الشباب المصري الدنية في قوميتهم ودينهم ووجودهم؟ لماذا نشأ الشاب المصري على ألا يقول كلمة حق في وجه من يجور عليه ويسلبه وقته وجهده مقابل ملاليم لا تكفيه حق المواصلات، لماذا يرضى المصريون أن يعيشون وفق تصنيف جائر، منهم من يتمتع بكل شيئ ويأخذ كل شيئ من أول االشاليه في مارينا والفلوس والتكنولوجيا والوقت والنادي والرياضة والأكل الأورجانيك والمياة المعدنية ويعيش أكثر من 90% من الشعب مع الطعام المسرطن والخضروات المروية بمياه المجاري - منطقة حلوان وما بعدها- كما يشرب المياه الملوثة بفيروس سي، وتضيع نصف حياته ما بين طابور العيش - إن وجد- وبين المواصلات والإشارات الواقفة، ومازال قوم آخرون يأخذون المسطحات غير المرتفعة ليقيموا عليها أبراج يبيعونها بالملايين وهم يتلفون بنية المدينة التي تئن، ولا تحتمل مثل هذا الكم الهائل من المباني التي تجلب آلاف من الأسر التي يحتاج كل فرد فيها مكانا يركن عربيته في الشارع الضيق الذي أنهكه الحفر لمد المجاري والغاز وكابلات الكهرباء ومواسير إمدادات المياه الملوثة، كيف يحتمل بطن الشارع المسكين الضيق كل هذه الأشياء التي تدفن في أحشاءه، ثم ماذا يتبقى من ظهره للناس تمشي أو تركن عربياتهاأو تجد مكانا لأتوبيس مدرسة طفل بريء له الحق أن يعيش في بيئة غير ملوثة وغير مزدحمة وبها حديقة آمنة يلعب فيها في أمان!! لماذا تركنا النظام يحرق لنا قاهرتنا العزيزة ثم يغادرها إلى الأماكن النقية الهواء النظيفة البيئة مثل شرم الشيخ وسيناء ، لماذا نتركنهم مازالوا يحرقون لنا قاهرتنا؟ ونحن ننظر ونسكت، ونرضى الدنية بأن نسكن جحور العشوائيات على الهامش حول القاهرة؟ لماذا لماذا لماذ
وللحديث بقية
د.حـ حازم

صاحب المضيفة said...

هدف جميل


واسلوب اجمل في عرض المواضيع



ومدونة رقيقة


تحياتي وللأمام دوما

Ahmed El-Agouz said...

ياااه صاحب المضيفة بنفسه عندي علي المدونة والله يا اخي مش عارف اقوم معاك ازاي بواجب الضيافة وانت صاحب المضيفة
اشكر علي هذة الكلمات الجميلة واتمني ان نتواصل دائما في حوارات ومناقشات هادفة تدفعنا الي الامام

Hossam Nasr said...

الشباب ...بداية أم نهاية؟!
ياله من عنوان!
إنها حكاية عمر يُبنى في هذة السنون
سيدي الفاضل
إن مصر فقدت شبابها
وصار أهلها شيوخاً
وما بين يوم وليلة
تجدهم أكثر عبوساً
وفي أول زيارة لي أهدي إليك رباعية جاهين الرائعة التي يقول فيها

أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي !!!!

Ahmed El-Agouz said...

اخي العزيز صاحب مدونة قولا سديدا
مرحبا بك علي مدونتي المتواضعة
كم سعدت بتعليقك وحزنت في نفس الوقت اخي اذا كان عمرنا يقاس بالايام فربما نكون مازلنا لم نصل الي مرحلة الشيخوخة بعد بل حتي لم نصل الي مرحلة الكهولة
ولكن اذا اردت انت تعرف اعمارنا الحقيقة فسأل هذا الزمان واسأل تلك الاحداث التي تجعل الولدان شيبا
انني كنت علي صدد ان ادون تحت عنوان شيخوخة مصر
وترددت في ذلك ولكني ساكتبها
ساكتب عن مصر التي تعاني من الشيخوخة الفكرية الي الشيخوخة الحركية بداية من رئيسها حتي الاجنة في بطون امهاتهم
وسعدت بزيارتك واتمني ان لا تنقطع ونتواصل دائما لنعيد الي هذة الامة شبابها وحيويتها مرة اخري

emad.algendy said...

عزيزي
سعيد بموضوعك
دوافعنا في الحياة هي التي تحدد مساراتنا
دوافعنا للاشياء هي التي تعطيها قيمةوليست الاشياء في حد ذاتها
ليس الهدف هو الغاية
انما دافعي لهدفي هو الاهم
نحتاج ان نفهم لماذا نختار ذلك ونترك هذا
اهدافنا لا بد ان تنبع منا لا ان تكون ردود افعال
فكما ذكرت اننا حينها سنشابه الحيوانات
سعيد بموضوعك
تحياتي

موناليزا said...

احييك جدا على طرح هذا الموضوه وبهذه الطريقة واسمحلى اضافة "ان قبل اى نجاح اكيد هنمر بفشل ومحاولة لتحطيم هدفنا قبل ان يبنى فعلينا الاستمرار ونجاحنا هو تخطى ازمات ماقبل تحقيق الهدف

Ahmed El-Agouz said...

عزيزي نور اسمحي ان استخدم نفس الكلمة التي استخدمتها انت وليس ذلك الا لاني عندما قرأتها حقيقة شعرت بها
نعم لابد ان يكون لدينا القدرة علي الاختيار وتحديد هدفنا في الحياة
انا لم اركز في هذة التدونية علي نوع الهدف الذي سوف يختاره الفرد اين كان وان كنت اتمني ان يكون هدف اي شخص له قيمة وانا لا اعتقد ان اي قد وضع لنفسه هدف لحياته لابد ان يكون له قيمة حتي وان كان هو فقط يشعر بذلك
لا احب ان نكون اهافنا مسخ لاهاف غيرنا لابد ان اكون علي قناعة تامة بهذا الهدف والا فان السعي لتحقيق اي هدف لا تؤمن به فهو مضيعة للوقت
سعدت جدا بتعليقك وبزياتك واتمني ان لا تكون اخر الزيارات وان نتواصل دائما
ويشرفني ان ازور مدونتك الرقيقة بهدوء

Ahmed El-Agouz said...

الاخت العزيزة امة الله
نعم اتفق معك في ان نجاحنا في الوصول الي هدفنا هو القدرة علي المواصلة والمسابرة والتصمييم علي تحقيق الهدف وتقويم هذا الهدف وتقبل النصح مع القدرة علي استبدال الهدف بالكامل ان اتضح انه ليس هدف جيد نعم (انما النصر صبر ساعة ) سعيد بتعليقك واتنمي ان نتواصل دائما

القعـقـاع said...

من الجيد أن يستطيع الإنسان التوفيق بين أموره الدعوية وأهدافه الأخرى وأن تسير حياته في طريق يحفظها الدين أيا كانت وظيفته أو دراسته

MKSARAT - SAYED SAAD said...

اسلوب الكتابة عجبنى جدا ولازم اقرأ المدونة كلها ربنا يوفقك
تحياتي
سيد سعد

Ahmed El-Agouz said...

اخي رجل القعقاع
اولا مرحبا بك علي مدونتي المتواضعة ويارب ما تكنش اخر الزيارات
ثانيا ان ما تحدثت عنه في تعليقك يتوقف علي ترتيب وضع الشراع بالنسبة للشخص فلو ان الانسان من داخله حاله مع الله جيد ماذا تعتقد ان يكون هدفه والعكس
اتمني ان نتواصل

Ahmed El-Agouz said...

اخي سيد سعد سعدت جدا بتشريفك لمدونتي واتمني ان نتواصل دائما عبر حكاوي المكسرات والمكسرات
و9 × الخير مع بعض
شكرا

mostafa rayan said...

بص انا معاك بس المشكلة ان كتير من الشباب مش عارفين هماعايزين ايه علشان كدة بيسمح لغيره يتحكم فيه

Ahmed El-Agouz said...

اخي مصطفي اصبت هذة هي المصيبة الكبري
الشباب مش عارفين هما عاوزين ايه هذة هي المشكلة بص انا اتفق معاك في النيتجة لكن في السبب لا ،اعتقد ان كل واحد ربنا خلقه بيكون عارف هو عاوز ايه كويس قوي بس يا اما مش عاوز يتحمل اي مسئولية حتي مسئولية نفسه وقد يكون ذلك ناتج عن التربية
او انه انسان محبط فقرر يريح نفسه ويقول انا مش عارف انا عاوز ايه نوع من الانسحاب اللي بيريح العقل شوية
لازم اسلوب التربية يتغير
لازم يكون عندنا امل والا فما الفرق بين الشباب والشيوخ نحن نملك القوة والعقل والحركة يجب ان نستعملها في حدود الامكانيات المتاحة حتي لا نصتدم بالواقع الطريق طويل ويحتاج الي وقت وجهد وعدم الياس
وهذة هي البداية