Thursday, May 8, 2008

ميت الاحياء


تحت هذا العنوان سوف انبش عظاما ولكنها ليست عظاما في قبور بل انها عظاما في ثياب
حديثنا هنا سيكون عن شخص مات حين ولد فلعله حين يقرأ هذة السطور يشعر حينها بضمة القبر تعصر قلبه بقولها انك ميت الاحياء
نعم انه ميت وانهم ميتون الا من رحم ربي
ميت وان كان لم يزل به سر الحياة
ميت وان لم يكفن في ثياب
ميت وان قالوا عنه من الاحياء
اتت النبوة علي منهاجها فاحيت علي الحق من كان ميتا ومات بالباطل من كان حيا
اتدري من هو ميت الاحياء ...؟
عرفه سيدنا حذيفة بن اليماني حين حدث فقال
فمن الناس من ينكر بقلبه وبلسانه وبيده.. فاؤلئك الذين استجابوا للحق
ومن الناس من ينكر بقلبه وبلسانه كافا يده.. فذلك ترك شعبة من الحق
ومن الناس من ينكر بقلبه كافا لسانه و يده.. فذلك ترك شعبتين من الحق
ومن الناس من لا ينكر لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده.. فذلك ميت الاحياء
فكما ان غفلة العين للنوم موتة صغري كذلك عندما تغفل عينك عن المنكر فاعلم حينها انك ميت الاحياء
وبانتشار الموتي في هذة الامة يؤل حالها الي ما تخوف منه هذا الصحابي الجليل حين قال يأتي على الناس زمان ، لأن تكون جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم وينهاهم

صلاح ام اصلاح
وكم يُرثى القلب علي بعض الشباب ، سيماهُم الخير والصلاح ، ولكنهم غثاءٌ كغثاء السيل يمر عليهم المنكر تلو المنكر ، !!وتتاح لهم فرص الدعوة ، فلا تتحرك لهم همّة ولا غيرة على حرمات الله
انت يا من تنشد الصلاح وظننت انك في طريقك للفلاح بلا كفاح يا من رضيت لنفسك باضعف الايمان انصت الي الكلام القيم من سهام ابن القيم حين تصيب القلب فقال وأيُّ دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك .. وحدوده تُضيع ..ودينه يُترك .. وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها .. وهو بارد القلب .. ساكت اللسان .. شيطان أخرس

حالة الجبناء
:فها هو بن الجوزي أبي إلا الصراحة، فاندفع يفضح ويقول
الزهاد في مقام الخفافيش، قد دفنوا أنفسهم بالعزلة عن نفع الناس، وهي حالة حسنة إذا لم تمنع من خير، من جماعة واتباع جنازة وعيادة مريض إلا أنها حالة الجبناء. فأما الشجعان فهم يتعلمون ويُعلمون، وهذه مقامات الأنبياء عليهم السلام
واسمع الي قول ذلك التابعي الذي عرفه اليمن براهب عصره حين اسلم فسئل من المسلم.. فافصح واجب المسلم هو من يقتدي بمن قبله وهو امام من بعده


دماء خارج الشريان
نعم نحن دم الدعوة الذي يسري في جسد هذة الامة لذا لابد ان نهتم به وننقيه ونحافظ عليه وعلي كافة مكوناته وخصائصه لكي يقوم بوظائفه علي اكمل وجه من نقل الغذاء والهواء والدفاع عن الجسد ضد اي ميكروبات او فيروسات
ولكن ما فائدة هذا الدم الكامل الحيوية ان بقي خارج الجسد ... اتراه يقوم بوظائفه ام انه مصدر تلوث ووباء

اسال.. والهدهد يجيب
بعض البشر يناقشك الساعات الطوال ، يطلب منك أن تبرهن له على فرضية الدعوة ووجوب التبليغ ؟و طائـرَ الهدهد الصغير يجيب ..ليعلم وجوب الدعوة وفرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! فلما تفقده سيدنا سليمان ولم يجده وهَدّد بتعذيبه .. واجَهَ نبي الله سليمان عليه السلام بكل جراءة وقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ، وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون

أنت أمة
ان ابراهيم كان أمة
تحدث ابن القيم عن معني الامة فقال الامة هو من يأتم به الناس
ويزيد سيدنا عبدالله بن مسعود شرحا فيقول الامة هو المعلم للخير
اختار
اتكون فرد في أمة
ام تكون
أمة في فرد


ومازال الوحي
لم ينقطع فانت جزء منه بهذا الحديث وتلك الاية
بلغوا عني ولو اية
هذة سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني
.....

هذا لهو البلاء!!!!
هؤلاء هم المبتلون... اموات غير احياء وما يشعرون


رسم قلب
ها هو الجهاز يقول ..نعم انهم موتا القلوب... فان القلب كلما كانت حياته اتم كلما كانت غضبته لله ورسوله اقوي


......لمن كان له قلب
.. قف مع هذه الآثَار وقفة تأمل !وأجل بِبصرِك في نواحي قَلبِك :ثم اسأل نفسك ما هو المنكر الذي يتمعر له وجهك ؟ما هو الشيء الذي ينكره قَلبك ؟
فبه فبدأ

ايها اللائمون ماذا عليكم
ان تعيشوا وان اموت بدائي
وليس من مات فستراح بميت
إنما الميت ميت الأحياء