Wednesday, October 15, 2008

......وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا


عندما تيأس من روح الناس فلا يمكن أن تيأس من روح الله، فشتان بين روح و روح، فهكذا يئستُ من الحديث مع الناس فمنهم من لا يعلم، ومنهم من يعلم ولا يريد أن يُعلم، فهممت أُحدّث قلمي في درب من الجنون أتحسس فيه ضالتي و جُل أملي أن أهتدي، فـ "إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ"

عندما وقفت علي أعتاب التربية الكهفية أنظر لما وصلت إليه فوجدتني مازلت داخل الكهف "ظلمات بعضها فوق بعض"، بالكاد نظرت وما أبصرت ولسان حالي ينطق:

كضريرٍ قادني هذا الرَّفيقْ *** ودخلت ذلك الكهف العميقْ

هذة التربية الكهفية حيث تكثر العناكب وتنموالطحالب وتعشعش الخفافيش ويقل الأكسجين وتنعدم الرؤية هذه البيئة لا يمكن أن تُخرج كائن يستطيع ان يعيش او يتعايش مع البيئة الطبيعية التي خلق لها بطبيعته حيث الهواء الطلق وبعد النظر والنور الساطع

نعم قد تصنع التربية الكهفية فردا صالحا لكنه سلبي أتكالي لا يسير ألا بالأوامر ويُحكَم بقانون السمع والطاعة يحسبها مبصرة وهو يعيش في ظلام يعيش في الظل ويخشي النور يعشق الكواليس ويرهب الظهور حياته ما بين استراحة ،، وكرة ،،ودرس ،، ومسابقة ،، يليها إعلانات ،، وانصراف !منهج ،،واختبار ،،ومفاهيم ،،تجريح ،،وتقويم ،، فلان جيد - فلان مطرود ،،ورحمة الله واسعة.

غب شهرا أو عد بعد دهر لن يفوتك شىء ستجد الكلام نفسه يتكرر والمواقف تقلد والأفكار لا تتغير وكأنه تحدي لسنة الكون في التغير، فأصبح واعظُنا كما يقولون : يعظ الناس في اليوم سبعين مرة بواجب (تقوى الله) ولكنه لا يقدم لهم وسيلة واحدة لتنفيذ ذلك.
ومفكرُنا :يحذر كل لحظة من التورط في (الواقع الجاهلي) ولا يكاد يعرّف هذا الواقع أو يحدد فواصله النفسية والفكرية وكيف تَشكَّل.

هذة التربية تجعل قابلية أفرادها للأمور متماثلة (مستنسخة) علي قالب واحد، قلوبٍ طاهرة وأيدٍ متوضئة وعقولٍ جامدة وحسٍ متبلد وقلةِ إبداع.

وإذا كان مقبولا التعامل مع الفرد في مراحل التربية الأولي كما يتعامل الطبيب مع الوليد المبتسر الذي ينظر الي حالته وما إذا كان يحتاج إلي فترة مُكث داخل الحضانة، يُعتنى به عناية خاصة حتي يكون قادرا علي التكيف مع الحياة التي خلق لها.

فإن الذي لا نقبله أن نُبقي هذا الطفل في الحضَّانة طول حياته، ولو قيل: فمعناه إن هذا الطفل محكوم عليه بالعجز، أو بالموت ولو بعد حين فهو لا يصلح للحياة غير مؤهل لها، وعلينا أن نسقطه من حساباتنا، ولا نعتمد عليه، بل يظل أسيرهذه الحضَّانة حتى يُقضَى أجله.

جميل شعار: (والموت في سبيل الله اسمي أمانينا) ولكن أهذا حقا خيارنا أم إننا لا نحسن غيره

أن هذه التربية لا يمكن أن نطلق عليها صحوة إسلامية أو يقظة أنها تقلبات راقد يغط في نومه "وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ"

يقظـــةُ (الذات) لا أراها بدَيْرٍ***لا ولا تُجتلى لدى المحـــرابِ
إنّ روحَ الشُّعوب في الشرق غافٍ***من سموم الترياق ،رهنُ غيــابِ
إنْ تضِق بالجهاد في الأرض ذرعاً***فحرامٌ مسراكَ فوق السَّحــابِ

نعم حرام مسرانا فوق السحاب ومكاننا الأرض، حرام دخولنا الكهف أحياءً قبل مماتنا

إن آية: " وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً" تعكس أزمة عاشها هؤلاء الفتية المؤمنة وعدم إدراك لتغير واقع مدينتهم الجديد وأصبح ما في أيدهم من أدوات لا يصلح أن يأتي لا بأزكى طعام ولا بغيره.

علينا أن نتجاوز هذه المرحلة تلطفا وشعورا بواقعنا مدركين مخططين لـ:" ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ"ه

Thursday, October 2, 2008

عبرة


خاطرةٌ جالتْ بخاطري ففاضتْ بها مقلتي قبل أن تفيضَ بها أناملي

ها هي قد بدت سَوءاتي في مَوسمِ الخريفِ فأنَّى لي بورقةِ توتٍ تَستُرُني

خنقتْني العَبرة..

خانتْني الدَمعة..

سبقتْني الكَلِمة..

من أين أتيتِ..؟

فأجابتْ عَبرة..

مِن حُرقةِ قلبِك..

مِن سُمِّ الإثمِ..

مِن نارِ الشَهْوة..

مِن رَحِمِ الفِتْنة..

بمخاضِ الكِبْر..

بآلامِ الحَسْرة..

بصُراخِ النَدَم..

بادَرَت الدَمْعة..

أبشيرًا جئتِ..؟

بميلادِ التَوْبَة..

قالتْ ليْ الدَمْعَة..

آلآن وقد كنتَ عصيَّ الدَمعِ..

فاليومَ نُنَجِيك بِبَدَنِك..

لِتكون لِمن خَلْفكَ عِبْرة..

ما دُمتَ غَريقًا في العَبرة.