Monday, June 11, 2007

دعوة لترك السياسة ام الاسلام




يدعوا الدكتورمحمد سليم العوا جماعة الاخوان المسلمين الي ترك العمل السياسي ام الي ترك العمل للاسلام
احترت كثيرا في رأي الدكتور العوا وقرأته اكثر من مرة حتي اصل الي ما يريده الرجل بالفعل ووصلت الي الاتي
فالرجل يقول انه يجب علي جماعة الاخوان المسلمين ان تتوقف عن ممارسة العمل السياسي لعدم جدواه في الوقت الحالي وذلك لسببين:-ء


خوفاً علي صورة الاسلام من التشوية الذي يلحقها جراء حملات التشوية التي تتطول افراد الجماعة سواء( اخلاقية او مالية) ويري ان هذة الحملة لا تسيئ الي جماعة الاخوان فقط بل تسيئ الي الاسلام نفسة

ايضا يري ان الجماعة لا تستفيد شيئا من العمل السياسي والدليل علي ذلك ان هناك (88 عضو في مجلس الشعب ) من الاخوان المسلمين فماذا فعلنا بهم نحن كشعب مسلم ؟ لم نستطيع تحقيق شيئاً

الي هنا اقف عند رأي الدكتور العوا

حاولت ان اناقش هذا الرأي مع اصدقائي واطلعت علي العديد من الاراء وبصراحة كانت الاراء كلها جيدة وان كانت متباينة وساكتفي هنا بذكر هذة الاراء وفي النهاية ساحاول ان اعرض وجهة نظري في الموضوع

انقسمت الاراء الي فريقين

الفريق الاول
بعضهم يؤيد رأي الدكتور العوا تماما ويري ان علي الجماعة ترك العمل السياسي والتفرغ للعمل الدعوي التربوي حتي ان بعضهم يذهب الي رأي المفكر الاسلامي الدكتور النفيسي الذي تجاوز طلب الجماعة بترك العمل السياسي الي دعوتها الي حل التنظيم نفسه والتحول الي تيار فكري ، وهذا الراي ياتي من باب ان ( العمل السياسي اخذ كثيرا من جهد الجماعة وطاقتها المادية والبشرية بعيدا عن الجانب الدعوي والتربوي الذي بدأ يضعف )ء
والبعض الاخر ايضاً يؤيد راي الدكتور العوا ولكن من باب ( اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين ايديهم سالمين) اي ان هذا النظام الفاسد سوف ينهار مثلما تأكل النار بعضها البعض

الفريق الثاني
البعض الاخر لا يؤيد هذا الراي تماما ويري ان ذلك ليس من شمولية الاسلام مستهجناً ان يصدر مثل هذا الراي من رجل مثل الدكتور العوا
وبعضهم يري ان لابد للحق من قوة تحميه واننا مامورون بالعمل والاجتهاد والنتيجة علي الله واننا اذا انسحبنا من الساحة السياسية فهذا ما يريده النظام ان تقدم الجماعة التنازلات ولكن هذة لن تكون اخر التنازلات بل هي بداية سلسلة كبيرة من التنازلات
والبعض يري ان المشكلة ليست في ان الاخوان يمارسون السياسة ويقول فلو ان شخصا اخذ بفكر غير فكر النظام الحاكم حتي لو سمي نفسة "الحزب الوطني" فسوف يتم اضطهاده والتضييق عليه
والبعض يري انه لولا تواجد الاخوان علي الساحة السياسية لما تم فضح عمليات التزوير في الانتخابات ولماتت الحياة السياسية اصلا
ولكن دعونا نحاول ان نناقش رأي الدكتور العوا
فالرجل لم يدعوا الجماعة الي ترك العمل السياسي لان ذلك لا يجوز او لان ذلك سوف يخفف سياسة التضييق التي تمارس علي الجماعة من قبل النظام فهو يري (ان الجماعة وطنت نفسها علي هذا من يوم ان رضيت ان تكون صوتاً للاسلام الوسطي الصحيح)ء
ولكنه يري ان الوقت فقط غير مناسب وانها لا جدوي منها الان وانه من باب الاولويات ان يتم توجيه الجهد في الوقت الحالي الي العمل الاجتماعي الدعوي التربوي
وايضا من باب حرص الرجل علي الحفاظ علي صورة الاسلام التي تتعرض للعديد من حملات التشويه

وكما قلت سواء كنا نتفق مع الرجل او لا نتفق معه في وجهة نظره فهذا رأيه ونحمد الله ان هذا الراي جاء من باب الحرص علي العمل الدعوي والخوف علي صورة الاسلام

ولكن الرأي الذي اميل اليه
الا تترك الجماعة العمل السياسي تماما ولكن الموازنة بين العمل السياسي من ناحية والعمل الدعوي التربوي الترشيدي
وهذة هي المعادلة الصعبة التي يجب تنال اهتمام كبير لتحقيقها

واذا كانت دعوة الدكتور العوا لترك العمل السياسي خوفا علي صورة الاسلام من التشوية فمن قال لك ان هؤلاء الدعاة لن يتعرضوا الي حملات تشويه تصيب صورة الاسلام ايضا
هل كان عمرو خالد يمارس السياسة حتي يتم التضيق عليه
هل كان للازهر الشريف دور في الانتخابات او في العمل السياسي حتي يقلص دوره ويتعرض لحملات تشوية وتضيق ليس من الداخل فقط بل من الخارج ايضاً

واذا كانت دعوته لترك العمل السياسي لانه لا جدوي منه (وان كنت اري غير ذلك ) وان توجه الجماعة طاقاتها الي العمل الدعوي التربوي
فإذا لم تحقق الجماعة الهدف المرجوا منها في العمل الدعوي التربوي
هل ستدعوا الجماعة يا دكتور الي ترك العمل الدعوي لانه لا جدوي منه ام ستدعوها الي ترك العمل للاسلام ؟


No comments: