Saturday, May 26, 2007

حكاية في الخير

يحكى عن رجل كان يسكن مدينة كبيرة
وفي كل يوم يتوجه الى عمله في إحدى المصانع
كانت تحتاج الطريق للوصول الى مكان عمله حوالي خمسون دقيقة

وفي إحدى المحطات صعدت سيده كانت دائما تحاول الجلوس بجانب النافذة

كانت تفتح محفظتها، تخرج كيسا
وكانت تمضي السفر وهي تقذف شيئا من نافذة الباص

كان هذا المشهد يتجدد كل يوم
أحد المتطفلين سأل السيدة عن؛ ماذا تقذف من نافذة الباص

أجابته ، أقذف بذور

قال الرجل بذور ؟ بذور ماذا؟

قالت السيدة - بذور ورود. أنظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغة

قالت السيدة - رغبتي أن أسافر و أرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق
تخيل كم هو جميل!!

قال الرجل - ولكن البذور تقع على الرصيف وتهرسها المركبات والمشاة وهل تظنين أن هذه الورود يمكنها أن تنمو على حاقة الطريق؟

قالت السيدة - يا بني ! أظن أن الكثير من هذه البذور سوف تضيع هدرا
ولكن بعض هذه البذور ستقع على التراب
قالت السيدة - وهكذا ... يمكنها أن تنمو؟
قال الرجل - هذه البذور تحتاج الى الماء

قالت السيدة - نعم ، أنا أعمل ما علي. وهناك ايام المطر
إذا لم اقذف أنا البذور، هذه البذور لا يمكنها أن تنمو

قالت السيدة هذا الكلام، وأدارت رأسها الى الناقذة المفتوحة
وبدأت ” عملها“ كالمعتاد

نزل الرجل من الباص ، وهو يفكر أن السيدة تتمتع بالقليل من ”الخرف“و

مضى الوقت

و يوم من الأيام وفي نفس مسلك الباص
جلس نفس الرجل المتطفل بجانب النافذة
رفع بصره ونظر فرأى الورود التي تملىء جانب الطريق
كم من الورود ، إنها كثيرة

الطريق أصبح كله جميل ، معطر و ملون بالأزهار

تذكر الرجل السيدة الكبيرة السن، وسأل عنها بائع تذاكر الباص الذي يعرف الجميع

السيدة الكبيرة السن التي كانت تلقي البذور من النافذة أين هي ؟
أجاب بائع التذاكر - ماتت على أثر نزلة صدرية الشهر الماضي

عاد الرجل الى مكانه ، وواصل النظر من النافذة
ممتعا عيناه بمنظر الطريق المزهر

فكر الرجل في نفسه وقال ” الورود تفتحت“ و
ولكن ماذا نفع السيدة الكبيرة السن هذا العمل؟
المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال

وفي نفس اللحظات ، سمع الرجل إبتسامات طفلة
في المقعد الذي أمامه و كانت تؤشر بحماس من النافذة

وقالت لوالدها - أنظر كم هو جميل! يا إلهي كم ورود في الطريق
ما هو إسم هذه الورود

وفي تلك اللحظات فهم الرجل
ما كانت قد عملته السيدة الكبيرة السن

حتى و لو أنها لم تتأمل جمال الزهور التي زرعتها
فإنها سعيدة

في النهاية لقد منحت هدية عظيمة للناس

وفي اليوم التالي
جلس الرجل بجانب النافذة
مدّ يده من النافذة وإلتقط بعض البذور ووضعها في جيبه

يا لها من رسالة جميلة حقاً؟
ألقي أنت أيضا بذورك
لا يهم إذا لم تتمتع أنت برؤية الأزهار
بالتأكيد أحدٌ ما سيستمتع ويستقبل
الحب الذي نثرته

1 comment:

asadeldin said...

قصة جميلة اوي اوي بس للي يفهم
عموما طول العمر يبلغ الامل
ابقى حط صورة واحدة محجبة
اعوذ بالله من التبرج يا أخي